يمكن العثور في هذا الموقع الرائع على متاهةً من الشوارع المهجورة التي تضم 900 منزل من الطوب الطيني، و400 متجر، وخمس ساحات، مع أزقةٍ متعرجةٍ ونوافذٍ تُطلّ على الممرات المخفية والتراسات على الأسطح التي تُلمِح فقط إلى العالم في الداخل.
بلدة العلا القديمة هي المكان الذي تجمع فيه الحجاج والمسافرون والمستوطنون الدائمون عبر العصور.
في القرن الثاني عشر، أصبحتْ بلدة العلا القديمة مستوطنةً جوهريةً على طول طريق الحج من دمشق إلى مكة المكرمة، وقد حلّتْ البلدة تدريجيًا محلّ القرح جنوب العلا، حيث أشاد بها الرحالة المسافرون من القرن الثاني عشر وحتى القرن العشرين عندما بُنيتْ مدينة العلا الحديثة على مسافةٍ قريبةٍ منها.
بُنيتْ المنازل لتكون مرتبطة ببعضها البعض، مما يُوفّر تحصينًا وإشارةً إلى أن الدفاع كان أولويةً لسكان المدينة الأوائل. وفي مرحلةٍ ما، كان يمكن الوصول إلى المدينة من خلال 14 بوابةٍ تُفتح في الصباح لاستقبال المسافرين والحجاج وغيرهم من الزوّار، وتُغلق في كل مساء.
وبالنظر إلى كون البلدة مأهولة، تمكّن الباحثون من البدء في جمع التاريخ الشفهي عنها، ورسم صورةٍ لما كانت عليه الحياة داخل أسوارها. وستتوفّر هذه القصص ذات يوم للزوّار حيث سيمكنهم إلقاء نظرة على الذاكرة الحيّة لبلدة العلا القديمة.