من بين الاكتشافات الأكثر أهميةٍ في العلا هي مدينة دادان، عاصمة مملكتي دادان ولحيان. وتعود المدينة التي بُنيتْ بدقة من الحجر وتتربّع على واحة الوادي إلى أواخر القرن التاسع وأوائل القرن الثامن قبل الميلاد (مملكة دادان) والقرن الخامس – الثاني قبل الميلاد (مملكة لحيان).
نظرًا لقربها من طرق تجارة البخور، كانت دادان واحدةً من أكثر المدن تطورًا في الألفية الأولى قبل الميلاد في شمال الجزيرة العربيّة. وبعيدًا عن الأنشطة التجارية، استفاد سكان دادان أيضًا من خصوبة المنطقة لزراعة أنواعٍ متعدّدةٍ من المحاصيل. وبعيدًا عن الأنشطة التجارية، استفاد سكان دادان أيضًا من خصوبة المنطقة لزراعة أنواعٍ متعدّدةٍ من المحاصيل.
خلال زيارتكم لدادان، ستكتشفون أدلةً على ابتكارات الدفاع والزراعة وإدارة المياه، وحتى واحة النخيل القديمة التي ما تزال موجودة بجوار دادان اليوم. وتُظهر النقوش مصطلحات تتعلّق بالزراعة، بما في ذلك المواسم، وأنواع المنتجات، والمياه، وقطع الأرض. ويمكنكم ملاحظة النقوش الأخرى باللغة الدادانية والتي تنتشر حول هذا الوادي القديم. وتُفصّل هذه النقوش تفاصيل الحياة اليومية لهذه الحضارات العظيمة في العصور الماضية، وذلك بدءً من ممارساتها الدينية وأنشطتها الاجتماعية، وصولًا إلى القوانين والمراسيم التي تحكمها. تُشير اكتشافات العناصر النحتية من خلال الحفريات الأثرية في دادان إلى وجود مدرسةٍ أو ورشة نحتٍ في المنطقة.
وكذلك إلى وجود العديد من التماثيل بالحجم الطبيعي أو أكبر، وبعضها يصل طوله إلى 2.7 متر، وجميعها متشابهة من حيث المظهر، حيث تُصوّر رجالًا بأطرافٍ قويةٍ، ومعدةٍ محدّدةٍ، وكتفين عريضين، وأيدٍ مقبوضةٍ، كما تتقدّم قدمهم اليسرى إلى الأمام، وتتّسم أعينهم بنظرةٍ صارمةٍ وجدية. وفي الواقع لا يعرف الباحثون من تُمثّل هذه التماثيل بالضبط، ولكن من المرجّح أن تكون منحوتةً لأفرادٍ رفيعي المستوى في المجتمع.